للاسف الشديد تفاصيل استشارتى مخجله بالرغم من متابعتى الدؤبه للموقع الا انى لم اتخيل ان استشيركم فى هذا الامر ولكن كلى ثقه فى الله أنكم ستساعدونى كما سبق وساعدتمونى من قبل .
ابى يبلغ من العمر 62 عاما اخوتى جميعا متزوجون وامى مريضه منذ 15 عاما وصفت حالتها بانهيار عصبى وتابعنا رحله علاجها مع طبيب نفسى للان نظرا لمرورها بحالات اكتئاب من وقت لاخر .
أما ابى فهو انسان عاطفى بشكل مبالغ فيه ومنذ طفولتى وانا المح نظراته وتدليله المبالغ فيه لصديقاتنا وقريباتنا ومنهم من وقعت بالفعل فى حبه على اختلاف الاوقات والمراحل للاسف
واوضحنا له كثيرا ولمحنا انا واخوتى مرارا أن هذا الوضع يضايقنا وامى كان الله فى عونها بالرغم من مرضها الا ان حقوقه الشرعيه جميعها كانت تلبى له على كافه المستويات طالما امى بخير ..
اعتقدنا أن الامر سيزول بمجرد زواج تلك الفتيات الا انه حريص على متابعه اخبارهم من بعيد ورغم قسوه التجربه واكتشاف مشكله ابى منذ صغرى انا تحديدا لانى اكبر اخوتى ..
وهذا ما أثر لسنوات طوال على علاقتى به حيث كنا فى تنافر دائم وشديد حيث غلبنى انحيازى لامى ضده وخوفى عليها أن تكتشف ما اكتشفته مرارا ..
حيث كنت ارفض - سامحانى الله - تعليماته واوامره وكانت امى حائرة بيننا دون أن تتضح لها الاسباب مرت السنوات وحاولت الاصلاح من نفسى على قدر المستطاع واصلح الله تعالى بينى وبينه
وهدأت الامور كلها بالتفاته التام لمطالبنا وعدم تعريض البيت لازمات اخرى وحيثما كنا نلمح تغييرا فى نصرفاته حاصرناه جميعا باهتمامنا حتى نثنيه عن الالتفات لاخرى ..
أما الآن اكتب لكم لا لاحكى واستعيد تلك الذكرى البعيده التى كانت سببا فى شقائى وتجاوزاتى فى مرحله لا اريد تذكرها من حياتى واسال الله أن يتقبل توتبى النصوح عنها باذن الله
اكتشفت من يومين حديث ومغامره جديده لابى ولا اعرف كيفيه التصرف هذه المره لان الوضع حساس جدا هى فتاه قاربت الثلاثون عاما من نسائبنا واتحرج من ذكر القرابه
البنت عاطفيه جدا كان يعاملها مثلنا وتقتضى الظروف احيانا بقائها عندنا لايام ومن عاطفيه البنت انها تتعلق بأى شخص يعطف عليها ويعاملها معامله حسنه فقد تعلقت باحد اقارب ابى يصغرها بست سنوات وتدخل ابى لحل المشكله
فما كان منهم الا ان تعلقوا ببعضهم وقد عرفت كل هذا الحوار قدرا حين لاحظت حوارهما الطويل معا وحين استفسرت نت اختى فاجأتنى بتفاصيل علاقتها بهذا الشاب وان ابى قال لها انه سينهى الموضوع وان الحل الوحيد انشغال البنت برجل آخر
وطبعا كان هو ذلك الرجل ، اعلم جيدا انه ليس دليل دامغ ولكن اذا ما علمت سيدى انه تعلم الانترنت مخصوص كى يتواصلا والادهى انه انشأ ايميل خاص بهما وحدهمابقضى عليه طوال ساعات الليل معها
والاهم من ذلك ترك لى هاتفه لتعطل هاتفى وكنت اتفقد صندوق الرسائل ووجدت ما هالنى بالطبع وخفت أن اظلمهم فحاولت التاكد من أنه رقمها وبالفعل تحايلت حتى تأكدت منه ...
اصبت بانهيار فظيع بيتنا وحياتنا لا تتحمل انفجار مثل هذا .. اذا قدر الله وانكشف الامر سيصبح الامر مريعا قد يقضى بنهايه زواج احد اخوتى على الاقل اذا ما عرف الأمر للجميع
وأنت تعلم جيدا أن مثل هذه الامور لا تخفى ابدا .. البنت غير متزوجه ويعتبرها الجميع أختنا وهذا يعطيها كافه الصلاحيات ببيتنا ويحباتنا بالطبع ؟؟
أمى مسكينه للغايه فبين مسؤليتها نجاهنا ومرضها المرير وزيجاتناالواحده تلو الاخرى .. لا نملك شيئا من امرها وطبعا موضوع زواج ابى من هذه الفتاه صعبا ان لم يكن مستحيلا حيث سيكون فى كفه واستمرار زواج احد اخوتى كفه اخرى ..
هذا فضلا عن الفضائح سيدى ..ابى يتمتع بذكاء شديد وطيبه وحنان لا يفوقهم شيى رومانسى وحساس ويقرا ما بين السطور بسرعه .. أخشى مواجههته ولا أحبذها فهو يعتبرنى امتدادا له واشعر أنه يخشى ردود افعالى فى بعض الاوقات
فقد افقد اعصابى واقول مالا بصح ان اقوله لابى وطبعا لا اريد لاخوتى ان بخوضوا تلك التجربه مره اخرى لاننا جميعا متعلقون به لدرجه كبيره .. حتى أمى فهو لطيف وحنون ومجامل لاقصى درجه ..يحبنا ويحب احفاده جدا وهو فى انتظار الحفيد الرابع الآن ..
ماذا تشير على سيدى . اذا اشرت للموضوع سيفهم ابى معرفتى بالموضوع بنفس السرعه التى فهمتها به هو ابى واعرفه جيدا وسيبدأ هو بالتلميح بأنه يساعد اى فتاه لتجتاز محنتها العاطفيه وان رسائله العاطفيه لها قد تصرفها عن الخطآ وهو رده فى مثل تلك المواقف دائما .
صراعى بين خوفى من كل ما سبق وتلك الفتاه التى أعى تماما ما تمر به من احتياج لعاطفه رجل مثل ابى خاصه وأن علاقتها بابيها مدمره وبين حياه زوجيه لزوجين قد تنفصم بمجرد انكشاف الامر ...
هو الذى دفعنى لاستشارتكم ؟ هل اخبر اخوتى ؟ هلى اصارحه ؟ هل اكلمها هى ؟ ماذا افعل ؟ برجاء سرعه الرد وجزاكم الله خيرا
عزيزتي الحائرة:
لقد أكبرت فيك إحساسك بالمسؤولية تجاه أسرتك في ظل الظروف النفسية التي تمر فيها والدتك . إن مشكلتك تدور حول محورين وهما :
•** مرض والدتك النفسي والاكتئاب الشديد الذي تعاني منه مما جعلها غير قادرة في كثير من الأحيان على رعاية شؤون أسرتها وزوجها وهو أمر خارج عن إرادتها ولاتلام في ذلك .
نسأل الله لها الشفاء هي وجميع المسلمين والمسلمات ولها بإذن الأجر والمثوبة على صبرها على المرض .
•ثانيا ً :
والدك الذي يتمتع بعاطفه جياشه ( رومانسي – حساس – عاطفي- يقرا مابين السطور- يجتذب إليه الفتيات ) .
ومن الطبيعي أن يحاول أن ينفس عن تلك الصفات و المشاعر التي يحس بها ولكن زوجته لا تستطيع التجاوب معه بسبب مرضها ولذا فهو ينفس بمغامرات عاطفيه واهتمام بصديقات بناته . وأستطيع آن أقول أن والدك يعاني من فراغ عاطفي كبيرو صراع داخلي بين ما يجوز وما لا يجوز .
كما أن كثيراً من الرجال يمر بمراهقة متأخرة وذلك بعد منتصف الأربعينيات .
ولذا فإن أباك هو الآخر بحاجه إلى من يقف معه وإلى جانبه ولكنك ياعزيزتي كنت دائماً في صف أمك ضد أبيك فكما قلت (غلبني انحيازي لامي ضده وخوفي عليها أن تكتشف مااكتشفته) وقولك (اكتشفت من يومين حديث ومغامرة جديدة لأبي) .
إن هناك خصوصيات لكل منا لا يحق للآخرين التطفل أو التلصص عليها وقد أخذت دور المحامي عن الأم وهذا من حقك أن تحمي والدتك ولكنك أخذت أيضا دور المخبر الذي يبحث وراء الأب وهو رجل سليم كامل الأهلية .
ونتيجة لذلك شعرتي بشيء من النفور والرفض لوالدك (كنت ارفض سامحني الله تعليماته واوامره) وهذا تصرف ليس صحيحاً لان من حق والدك عليك طاعته وامتثال أوامره .
ولذا سأجيب على تساؤلاتك:
1- لاتخبري إخوتك بالعلاقة التي بين أبيك وقريبتك لأن ذلك قد يؤدي إلى كثير من المشاكل كما انه سيحرج والدك ويستصغر نفسه أمام أبنائه. وفي هذا فضح لقريبتك إذ قد ينتقل الأمر لأطراف أخرى وبذلك تسيئين لسمعة البنت وسمعة أبيك كما أن الإسلام أمرنا بان يستر الإنسان على نفسه فما بالك بان يستر على غيره.
والرسول الكريم يقول (من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ) والستر : هو إخفاء ما يظهر من زلات الناس وعيوبهم .
2- بالنسبة لقريبتك فيمكن لك أن تلمحي لها بمعرفتك بالأمر حتى تخاف وتستيقظ من غفلتها .
3- لا تحاولي أن تراقبي والدك أو تتصيدي أخطاءه واعملي على إشعاره بحاجتكم وحاجة والدتك إليه .
4- ما المانع من أن يتزوج والدك بزوجه ثانيه ؟ أدرك أن الأمر قد يكون قاسيًاً عليك أو على أي زوجه تعلم أن زوجها سيتزوج عليها . ولكن هذا هو شرع الله فقد أباح الإسلام للرجل أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع فلماذا.
نرفض ونحرم ما أحله الله . لماذا نقبل من أوامر الشرع ما نريد من حق الزوجة وحق النفقة وحق الأبناء وحق وحق ...الخ ونرفض حق الرجل في أن يعدد مادام عادلاً آو يحاول أن يعدل قدر استطاعته .
أيهما أفضل ؟؟ أن يتزوج ا و يخطئ ويقع في الحرام طبعاً يتزوج أفضل من الوقوع في الخطأ (( ياايها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة )) وأرجح أنك لاتريدين لوالدك الطيب الحنون أن يرتكب أخطاء قد تفسد دنياه وآخرته .
لذا اختصروا عليه الطريق وأخبروه أنكم لا تمانعون الأمر بل وساعديه أن يجد الزوجة المناسبة له وليشفع له أنه خمسة عشر سنه بالرغم من مرض والدتك وهو حنون ومجامل ولم يحاول أن يصدمها أو يتخلى عنها .
وفقك الله وسعداء بتواصلك وثقتك في موقعنا المستشار.
الكاتب: أ. جميله بخيتان الحربي
المصدر: موقع المستشار